اول بحث لي في الادب الجاهلي"الحطيئة"

شاعر الهجاء الحطيئة
الحطيئة هي كلمة مصغرة من كلمة الحطاة التي هي اسم للقملة وذلك لاستهزاء به وأيضا سمي بذلك لقصر قامته وقربه من الأرض ولسوء طبعه وشدة لؤمه وسخريته على الناس وقد أبصر بما حوليه أي انه كان يصف ما حوله وكان ينسب نفسه إلى القبيلة التي يميل إليها بفترة ثم يتركها ويذهب إلى أخرى بعد أن خسر مكانته في القبيلة الأولى فمن هو الحطيئة

الحطيئة المتوفى سنة 59ه الموافق ل 679م هو أبوا مليكة جرول بن اوس العبسي ولد في بني عبس ولد لأمة اسمها الضراء لا يعرف له نسب ولا يصله بالشرف سبب فشب محروما مظلوما مذموما لا يجد مدادا من أهله ولا سندا من قومه فاضطر إلى الشعر يجلب به القوت ويدفع به العدوان وينقم لنفسه من بيئة ظلمته وطاردته واصطلحت عليه عوامل الشر فجعلته صورة للرذيلة فكان كما وصفه الأصمعي سيئ الخلف دنيء النفس فاسد الدين سئولا ملحا جشعا كثير الشر قليل الخير بخيلا قصير الهيئة متدافع النسب في القبائل وقد بلغ من لومه أن هجا أمه وامرأته وبنيه حتى نفسه وأباه فلما جاء الإسلام اسلم ثم ارتد ثم عاد مزعزع العقيدة وقد اشتدت وقيعته في الناس حتى" الزبر قان بن بدر" صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكما انه مدح "بن انف الناقة"وذم الزبر قان فاستودع أمير المؤمنين عمر فحبسه واستشفع إليه بشعره فأطلقه وحذره هجاء الناس فقال إذا يموت عياله جوعا هدا مكسبي ومنه معاشي فاشترى منه الخليفة أعراض الناس (المسلمين) ثلاثة ألاف درهم فكف حتى مات الخليفة عمر ثم عاد إلى الطبعة ولبث عل تلك الحالة حتى أسكتته الموت

v آثاره

v في الشعر

الحطيئة شاعر غزير البحر رائق الأسلوب شرود القافية متصرف في فنون القول من مديح وهجاء ونسب وفخر ولولا خساسة طبعه ودناءة طمعه وقبح تبدله كما فضله في المخضرمين احد فانك لا تكاد تجد في شعره ما يكثر في شعر غيره من سخافة في النسيج أو ركاكة في اللفظ أو نبو في القافية .

و الحطيئة كزهير معدود في عبيد الشعراء الذين روق فيه وقلما نجد في هجائه غلى مرارته فحثا أو هجرا حتى عمى على أمير المؤمنين قوله في هجاء الزبر قان
دع المكارم ترحل لبغيتها******وقعد فانك أنت الطاعم الكاسي

"ففي هذا البيت قام الحطيئة بالسخرية من الزبر قان حيث قال له أن لا يفعل شيء لأنه مطعوم ومكسوا دون أن يبتذل أي جهدا "

v في الأدب

للحطيئة ديوان شعر دار حول المديح والهجاء الفخر والغزل وهو يظهر لنا من خلال أدبه شاعر تكسب وشاعر قصص ووصف

v شاعر الوصف والقصص

وطاوي ثلاث "هذه القصيدة من نوع خاص قلما نجد لها مثيل في الأدب الجاهلي لأنها بكاملها تدور حول القصة ولا يجعل فيها القصص وسيلة بين يدي المدح أو غير المدح وهي تميل حول ناطق الشهامة من النفس العربية في ضيافتها وكرمها .
وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل ***ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما

طاوي ثلاث أي لم يأكل ثلاثة أيام

كتاب تاريخ الأدب العربي للمدارس الثانوية والعلا تأليف احمد حسين الزيان عضو مجمع اللغة العربية الطبعة الثامنة والعشرون دار الثقافة بيروت لبنان كتاب ص 169-170-171

أخي جفوة فيه من الأنس وحشة*** يرى البؤس فيها من شراسة نعما

تفرد في شعب عجوزا إزائها *** ا ثلاثة أشباح تخالهم بهما

حفاة عراة ما اعتدوا خبز ملة *** ولا عرفوا للخبز مذخلقوا طعما

رأى شبحا وسط الظلام فراعه ***فلما بدا ضيفا تصور واهتم

فقال ابنه لما رآه بحيرة ***أيا أبتي اذبحني ويسر له طعما

ولا تعتذر بالعدم على الذي طرا***يظن لنا مالا فيوسعنا ذما

فروى قليلا وأحجم برهة ***وان هو لم يذبح فتاه فقدهما

وقال هيا رباه ضيف ولا قرى ***يحقك لا تحرمه تاالليلة اللحما

الجفوة =الغلطة / الشعب=مابين حبلين من فجوة / عجوزا = منصوب بنزع الخافض أي تفرد بعجوز

الملة= الرماد الحار / البر = الحنطة / طرا جاءهم على غير علم منهم / روي في الأمر = نظر وفكر

*المرجع نفسه
نماذج من شعره
قال يهجوا الزبر قان بن بدر فقد زعم انه أساء حواره فتحول عنه إلى بعيض

والله ما معشر لاموا أمرا جنبا***في آل لأي بني شماس بأكياس

ماكان ذنب بغيض لا أبالكم***في بائس جاء يحدو آخر الناس

وقد مدحتكم عمدا لأرشدكم*** كما يكن لكم متحي و امراسي

لما بدا لي عيب أنفسكم***ولم يكن لجروحي فيكم آسي

أزمعت يأس مبينا من نوالكم ***و لن يرى طاردا للحر كاليأس

جار لقوم أطالوا هون منزله***وغادروه بأنياب وأضراس

دع المكارم ترحل لبغيتها***وقعد فانك الطاعم الكاسي

ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه***لا يذهب العرف بين الله والناس

كتاب االادب العربي القديم تأليف حنا الفاخوري دار الجيل بيروت طبعة جديدة منفحة ومريدة الطبعة الثانية 1411ه _1991م ص 243/246_247_248_249

جنب =الغريب/أل لأي=أي في مديح أل لأي /الأكياس= هو الضر يف الطيف /المتح نزع الدلو و جد بها البئر/ المراس=وضع حبل البئر في البكرة /عيب في أنفسهم=أيما تضمره لي نفسكم من البغضاء /أسي = الطيب المداوي /النوال=العطاء/هون=الذل/ الارماس = القبور /هرته=نبحث عليه

وهجا نفسه

أبت شفتاي اليوم إلا تكلما*** بسوء فما ادري لمن أنا قائله

أرى لي وجها شوه الله خلقه*** فقبح من وجه وقبح حامله

وهجا أباه في هاته الأبيات

لحاك الله ثم لحاك حقا***أبا ولحاك من عم وخال

فنعم الشيخ أنت لدى المخازي***وبئس الشيخ لدى المعالي

جمعت اللؤم لا حياك ربي ***وأبواب السفاهة والضلال

وهجا أمه في هاته الأبيات

تنحي فاقعدي مني بعيدا ***أراح الله منك العالمين

الم أوضح البغضاء مني ***لكن لا أخالك تعقلينا

أغربلا إذا استودعتي سرا ***وكانونا على المتحدثين

جزآك الله شرا من عجوز***ولقاك العقوق من البنينا

حياتك ما علمت حيات سوء ***وموتك قد يسر الصالحينا

كانون=الذي يجلس ليتحص الأحاديث ثم ينقلها

المصدر نفسه

الخاتمة

[i]وفي الأخير يمكن القول أن الحطيئة مهما كان طبعه سلبيا عل المجتمع لكن نضمه وقوله الشعر المتناسق كان ايجابيا حيث تميز بالهجاء الذي هو نوعان هجاء مطبوع وهو ثمر لؤم وخبث وهجاء مصنوع يقوله من لا ميل إليه بالطبع للرد على طعن ولرد الكرامة وهجاء الحطيئة من النوع الأول الذي هو مطبوع لأنه جميل من طبيعته إلى المناقضة زد على ذلك أن حاجة الحطيئة إلى المال كانت تزيد لؤمه لؤما وطلبه إلحافا إلا أن الحطيئة قلما كان يفحش وان فحش فني قصد اعتدال

المراجع والمصادر

vالمؤلف كتاب التاريخ الأدب العربي للمدارس الثانوية والعليا تأليف احمد حسين الزيان عضو مجمع اللغة العربية الطبعة الثامنة والعشرون دار الثقافة بيروت لبنان كتاب ص 169_170_171

vالمؤلف كتاب الأدب العربي القديم تأليف حنا الفاخوري دار الجيل بيروت طبعة جديدة منفحة ومريدة الطبعة الثانية 1411ه/1991م ص 243_246_247_248_249

[/i]

بارك الله مجهودكي أختاه

الله لا يحرمنا من مواضيعك

و الله المستعان

تح يــــــــــآآتي