ا :بسم الله الرحمان الرحيم و السلام عليكم تحية خالصة الى كل زوار المنتدى اما بعد لطالما كانت العمارة تعبير مباشر عن الحضارة لدا كان لبد من الرجوع الى الوراء لمعرفة عمارة اكبر واعظم ديانة عرفها التاريخ الا وهي العمارة الاسلامية بين تسميتها ومضمونها.
العمارة الاسلامية بين التسمية و المضمون
تعود بواكير التنظير في العمارة والفنون إلي أزمنة غابرة، وتناغمت مع الخطاب العقلي الخاص بالحقبة الزمنية فتحولت من، أسطورية الي وصفية ثم مادية، ولم تطأ المنهج التحليلي إلا خلال القرنين الماضيين.ولم تخلوا مصنفات التراث من حديث عن العمارة بما لا يمكن أن يشكل قاعدة بحثية منفصلة أو نظرية قائمة. ويمكن أن يعود إطلاق تسمية (العمارة الإسلامية) إلي القرن التاسع عشر علي يد المستشرقين الغربيين، علي قاعدة كونها مفهوم ومسمي ورد من كنف التراث الثقافي الإسلامي، وليس حالة مجسدة للعقيدة الإسلامية.
لم يبخل المسلمون في التدوين عن الهندسة والعمارة بمنهجية وصفية يتعلق بالفقه والأحكام أو تحليل هندسي لبعض العناصر المعمارية، ومنها مثلا (الإعلان بأحكام البنيان) لابن الرامي التونسي البناء (توفي منتصف الرابع عشر الميلادي. وكذلك الحال في كتاب (أعلام الساجد في أحكام المساجد) لمحمد بن إبراهيم الزركشي(ت:1525م)،ونجد في الهند كتاب (بابر) المغولي المسمي (بابر نامه) رسم من خلاله رغباته وحنينه إلي عمارة سمرقند وأواسط آسيا. وإذا كانت العمارة في أي مجتمع هي انعكاس للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لذلك المجتمع فبذلك يمكن استنباط أحكام البنيان بالقياس بأحكام الاقتصاد والاجتماع والمعاملات في الإسلام. وقد حاول بعض الباحثين المحدثين طرق هذا الباب ونقصد بذلك (جميل أكبر) في كتابه (عمارة الأرض)، ثم د.صالح الهذول من العربية السعودية، الذين لم يخرجوا بمنهج جديد أو محاولات بعض المعماريين والجماليين ذو المناحي السلفية أو الصوفية أو الحداثية.
ويذهب الغربيون إلي أن أول من نظّر للعمارة في العالم هو الروماني فيرتروفيوس (عاش حوالي عام 85 ق.م) صاحب المثلث المعروف باسمه. ثم ورد اسم البرتي وبالاديو في إيطاليا عصر النهضة ليسيروا بالتدوين المعماري قدما، وتلاهم الفرنسي (يوجين فيوليه لو دوك ــ 1814 ــ 1879)، الذي يعتبر من رواد المدرسة التحليلية والوظيفية، التي شرعت بالقفز الي عمارة الهياكل الحديدية في أواسط القرن التاسع عشر، وأمتد تصاعديا حتي عمارة القرن العشرين ونظريات العمارة والتنظير والنقد المعماري.
وبالرغم من كون المعالم المعمارية القديمة هي خير وثيقة مقروءة لما وطأته فنونها في الماضي، ولكن يبقي للحالة التدوينية النظرية أهمية في تحديد المنهجية الفكرية التي أسست لها. ومن المعروف أن الأفراد والنقابات (أصناف) البناءون تستروا علي ما فقهوا به من مهارات الحرفة بما دعي (سر المهنة) الذي حرمنا من ثراء علمهم بهذا الشأن. وقد كانت لبعض الوثائق الوقفية في التاريخ الإسلامي المتأخر (مملوكية وعثمانية مثلا)، من أهمية في قراءة بعض مفردات الفكر المعماري للمعمار المسلم، ناهيك عن بعض الوصف الذي تركه المؤرخون أو الرحالة لبعض المعالم وقصص إنشائها، وذكر لمعمارييها الذين لم يتركوا إلا ما ندر أسمائهم ولاسيما في الأزمنة المتأخرة، من إيمانهم بالعمل الجماعي وإلغاء الذات، أو ربما طمعا في رحمة الخالق مفضلها علي مكوث أسمه في ثنايا تلك الدنيا الفانية،وهو مفهوم روحاني ذو أهمية في التنظير لعمارة الإسلام.
يمت مفهوم (العمارة الإسلامية) بصلة متأخرة الي نتاج جهود بذلها الغربيون لدراسة الإسلام والمسلمين، بدأت بالدراسات اللاهوتية لأغراض جدلية،ثم توجت بالدراسات الإستشراقية التي وطأت تباعا العلوم والتاريخ ثم الفنون منذ القرون السابع عشر والثامن عشر. ويقول الروسي أليكسي جورافسكي ظهرت الدراسات الإسلامية في الغرب كخطاب غربي عن الإسلام بدءا من القرون الوسطي. حتي أن التخصص في الإسلام أو الإسلاميات أصبح جزءا عضويا من العلم ومن الإيديولوجيا وثقافة المجتمع الأوروبي). ولم يكن مفهومها تلك العمارة صريحا في بواكير النشاط الإستشراقي. وقد حصل خلط في إطلاق تسمية (العمارة الإسلامية) بما تعكس في فحواها لجزء من تراث شعوب تعتنق الإسلام دينا، أم تعكس منهجية فكريه وتجسد جوهر الإسلام.
ويمكن تحديد بواكير ذلك المسعي إلي دأب الغربيين، من مؤرخي عمارة ومستشرقين في البحث عن جذور الكثير من عناصر العمارة المقتبسة التي لم يجدوا لها في روما أو أثينا موطأ قدم تماشيا مع خطاب فكري يحدد ويقتصر إبداع البشر علي مصدريه الإغريقي والروماني،و أراد أن يسبغ علي الأوروبيين صفة الوريث الشرعي لتلك الحضارات، بالرغم من الافتراء، علي خلفية كون تلك الحضارات أنشأت علي ضفاف البحر المتوسط بينما الحضارة الحديثة نشأت إلي الشمال من ذلك أين البرد والصقيع، واختلاف البيئة، التي حددت الملامح المعمارية.
و كان للتلاقح الحضاري بين الإسلام وجنوب أوروبا أثره في خروج طرز معمارية بعينها كالرومانسك والقوطي والباروك التي لم تكن قطعا وليدة إلهام هبط من السماء، ولاسيما في ظروف التخلف، بقدر كون تلك الطرز إمتدادات لجذور جلبتها العمائر والفنون المجاورة الأرقي، وتتمثل في عمائر الإسلام. وهكذا قدم الشرق الإسلامي حصيلة نتاجه المعماري إلي الغرب الأوروبي المسيحي، الذي أسبغ عليها تسميات واصطلاحات.
لقد أدي تتبع بعض الباحثين الأوروبيين لجذور الطراز القوطي Gothic، الأكثر دلالة علي ذلك التلاقح بين الأندلس وجنوب فرنسا (أقليم بروفانس) وصقلية وجنوب إيطاليا الإسلامية، أين نشأ هذا الطراز في طليطلة الأندلسية. وتصاعد الاهتمام بذلك الموضوع حتي فتح أفاقا من البحث، لشوط كبير من الأرض يمتد من الطاي الصينية حتي المساي الأفريقية ومن البلقان الأوروبي حتي مياه الخلجان في إندونيسيا. وقد أنبري لتك المهمة رهط ممن عشق تلك الفنون وسعي للتعمق في فهمها وتصنيفها وتدوينها.
وقد كانت تلك بواكير تحديد مفهوم (العمارة الإسلامية) وبداية التعامل مع اصطلاحها. ولم يكن ذلك بتلك الصيغة التي وصلتنا اليوم، حيث لم يطأ المفهوم معناه الصريح، فتقاذفته الأهواء ولعب دور الدعة الحضارية لدول الإسلام دورا مرر مسوغات كثيرة، أهمها استنساخها من العمائر اليونانية والرومانية. لقد تداول المستشرقون المواضيع الشرقية بصفة شاملة، ومنها التاريخ والمجتمع والثقافات والأعراق، ولم ينبري للكتابة عن العمارة بالخصوص إلا نفر منهم كانت باكورتها خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ولم يكن مفهومها محدد المعالم، وأختلف القوم حتي في تسميتها، وعلي العموم فقد وردت عدة مصطلحات للدلالة علي عمارة الإسلام منها:
1 ــ العمارة الساراسينية
2 ــ العمارة المحمدية.Mohammadan Architecture
3 ــ العمارة العربية أو (عمارة العرب( Arab Architecture
4 ــ العمارة الإسلامية أو المسلمانية ( Muslim- architecture –Islamic –Musulman).
5 ــ العمارة المورية (Moorish arch)